Wednesday, January 4, 2017

المساليت هم من كتب عز السودان وساعدوا في ضم دارفور للنسيج السوداني.

في مثل هذا اليوم 4 يناير 1910 م:
"معركة كريندينق"
التي وقعت فيها فرنسا إتفاقاً مذلاً مع سلطان المساليت، و قدمت فيها دار مساليت أكثر من 7 آلآف شهيد..
كان الفرنسيون قد اكتسحوا غرب إفريقيا بكامله و متوغلين داخل القارة حتى بلغوا شرق تشاد (مملكة ودّاي سابقاً). وذلك في سباق محموم مع غرمائهم الإنجليز القادمين من الشرق والشمال الشرقي.
تحركت القوات الفرنسية بقيادة الكابتن (نقيب) فلقنشو بقوة معدة إعداداً جيداً. ومسلحة بأحدث الأسلحة النارية وقتها. وذلك بعد إحكام سيطرتها على تشاد, قاصدة أراضي السودان في دار مساليت المتاخمة لشرق تشاد، ليتم التحام جيش فرنسا مع جيشها المتجه إلى فشودة. فتصدى لهم المساليت بقيادة السلطان تاج الدين سلطان دار مساليت الذي كان يقودا جيشه بنفسه. وكان تسليحه من الحراب والسيوف والسكاكين و السفاريك (واحدها سفروك, وهو عصا منحنية مشحوذة الأطراف . تقذف على الهدف).
التقى الجيشان في معركة كريندينق Krinding ( وتعني شجرة الجميز الضخمة, بلغة المساليت) في 4 يناير من سنة1910م.
ودارت بينهما معركة شرسة . مزقت فيها مدافع الفرنسيين أجساد الأبطال. ولكن رغم ذلك انتصرت حنكة القيادة وعزيمة الرجال على قوة السلاح وحداثته. وغنم المساليت أسلحة كثيرة. وأبادوا الحملة الفرنسية عن بكرة أبيها, بما فيها قائد الحملة, وهزت أخبار تلك المعركة وجدان العالم المتحضر في أوروبا. ودارت مطابع الصحف بالكاريكاتيرات الساخرة من الجيش الفرنسي العريق المنهزم في إفريقيا.
كان وقع الهزيمة مؤلماً و مُرّاً على قادة فرنسا, الذين واجهوا ضغوطاً شديدة من الشعب الفرنسي لرد الهيبة والاعتبار للجمهورية العتيدة. فجردوا قوةً أخرى أكبر عدةً وعتاداً. وانتدبوا لقيادتها قائداً أعلى رتبةً ومقاماً وحنكةً, هو الكولونيل (عقيد) مول.
وتحركت الحملة إلى دار مساليت في 9 نوفمبر نفس العام 1910م و التحمت مع جيش المساليت في سهل دروتي غرب دار مساليت. وكان المساليت قد أعدوا عدتهم بأسلحتهم التقليدية المعتادة, إلى جانب الأسلحة التي غنموها من "معركة كريندينق". وشاركت في هذه المعركة كثيرٌ من القبائل التي تتألف منها دار مساليت تحت قيادة السلطان تاج الدين. كانت المعركة أكثر ضراوةً لكبر الجيشين وحسن إعدادهما. وسالت دماءٌ غزيرةٌ. واستشهد السلطان تاج الدين و عدد من أبطال دار مساليت. و انتهت المعركة بانتصار جيش درا مساليت للمرة الثانية نصراً مؤزراً على دولة فرنسا.
عقب المعركة وقعت فرنسا إتفاقية صلح مع المساليت كانت جميع بنودها في صالح سلطنة دار مساليت.
من ثمار هزيمة فرنسا في ديار المساليت توقف الحملة الفرنسية القادمة لإحتلال الخرطوم عند مدينة فشودة وعدم مقدرتهم على التقدّم، مما سهّل على البريطانيين ضم دارفور بموجب إتفاق بينهم وبين الفرنسيين المهزومين في دار مساليت.
منقول

No comments:

Post a Comment

من هو الافضل للسودان

ويسألونك ..؟ محمد امين ابوالعواتك في اوقات الظلم وغياب السلم والامان والفقدان الموجع.. إن من يصنع الفرق هو كل من يوقد الامل وينشر شعاعه ويصن...

Search This Blog