وفــــاة العـــندليب الأســمر الســـوداني زيـــدان إبـــراهــــيم
بقلم / لبني مكلي
غاب عن دنيانا الرائع العندليب الأسمر السوداني زيدان ابراهيم فقد خيم الموت على جسد الفنان زيدان إبراهيم صباح السبت 24/9/2011م ، بقاهرة المعز ولسان الحال يقول " وكل أشواقنا ومشاعرنا وأحاسيسنا النبيلة إنت ما أهديتها لينا وكيف تضّيع أحلى ما أهديت يا غالي " ....لم يسعفه الوقت ، فقد عاندته كل الظروف ، صبر علي الألم الدفين ، وكأنه كان يتمثل بمفردات شاعرنا الراحل مصطفي عبدالرحيم الذي تغني له الراحل أبو خليل ( جرحي الألــيم الشـــايلـــو ... تــذكـــار ... طـــول حــياتي أســي وهــمــوم ) .. نعم .... فقد رحل العندليب الذي كنا نتوق لعودته معافيً مائة في المائة ، غير أن إرادة الله كانت نافذة ، ذلك أن الله جلت قدرته هو الذي يهب الحياة لمن يشاء ، ويأخذ إليه من يشاء ، فمن أخذه إليه فقد أحبه فكان العندليب الأسمر يلبي النداء وتفيض روحه الطاهرة ، تتبعه دعوات أهل السودان في الدنيا كلها .
وذات صاحب التذكار العزيز ، كان لابد من أن يغرد له زيدان في زمان جميل مضي : بقيت ظالم .. نسيت الناس ، فيتواصل الإبداع ويغرد العندليب وهو يختتم الأغنية يإيقاعها الأكثر سرعة :( وتمسح من جبيني أسي .. وتقش دمعات .. بحبك آه .. بحبك ) لكننا نظل نردد معه وله في ذات الأغنية الرائعة : ( بكيت في حرقة داير ... قلبي ينسي الفات ... لا لا ... بحبك آه .. بحبك ) .
ترعرع محمد إبراهيم زيدان " أسمه الحقيقي " في حي العباسية بأُم درمان الذي ضم كثير من العمالقة فى السياسة والأدب والفن والموسيقى والرياضة والمجتمع والعلوم الانسانية والطب والهندسة والقضاء والاداره الاهلية .والقوات المسلحه.حيث درس بمدرسة حي العرب الإبتدائية وكان من التلاميذ الأُدباء والنجباء، وقد ظهر الفنان زيدان ابراهيم منذ بدايته بموهبة فذة، لم يواصل مشواره الأكاديمي لظروف مرت به، بدأت موهبته تتفتح كعازف مزمار مؤدي لأغاني الكاشف ووردي والكابلي تعلم العود تحت اشراف الموسيقار صالح عركي عام 1960م كانت (بالي مشغول يا حيبي) التي كتبها الشاعر/ عوض أحمد الخليفة ومن ألحان عبداللطيف خضر من أولى الأعمال لزيدان مقدماً بعدها مجموعة من الأعمال لعدد من الشعراء مقدما أغنيات بالعامية السودانية وأخرى باللغة العربية الفصحى تعاون خلال مشواره الفني مع عدد من الشعراء والملحنين إضافة إلى تلحين أعماله بنفسه. ومن الذين تعاون معهم على سبيل المثال لا الحصر الشاعر /التجاني حاج موسى و الشاعر /محمد جعفر عثمان و الشاعر /مهدي محمد سعيد و الشاعر /عبد الوهاب هلاوي ومن الملحنين نذكر: بشير عباس وعبد الماجد خليفة وعبد اللطيف خضر والسني الضوي والفاتح كسلاوي والفاتح قميحة وإبراهيم ناجي. فقد كرم العام الماضي باعتباره الفنان الوحيد الملتزم بلوائح الاتحاد والمحافظ على حقوق إتحاد العام للمهن الموسيقية.
نعم يازيدان ، لقد خلدت إسمك في سجلات الإبداع السوداني الممتدة والممتلئة بروائع أهل الفن في السودان ، ونحن ندرك الآن أن تجاني حاج موسي واجم ويعيش حزمة حزن أليمة ، وعمر الشاعر يعيش أيضا الدهشة الحزينة ويصبر، وحمد الريح أراد الله له رؤيتك حين طار إليك علي عجل بالجمعة الماضية ، وكل أهل الموسيقي ينتحبون وعنوان حال الامة السودانية في فجيعتك تملاؤها الحسرة على هذا الفراق الجلل ، رحل جسد الفنان الكبير زيدان إبراهيم وبقا لنا سجلاً رائعاً من الأغاني والأعمال الخالدة في مكتبة الأغنية السودانية لتي نذر لها حياته المليئة بالعطاء والبذل، لم يبخل على جمهوره وفي أحلك الظروف في تقديم ما يساهم في تطور الأغنية السودانية الحديثة التي جسد مدى الوعي الكبير لدى الفنان في تقديم نماذج غنائية تساهم في صياغة التاريخ الحديث للشخصية السودانية .
تغني للحب والجمال الحسي والمعنوي وللطبيعة ولا زالت اذكر حين غني لنا في الاحتفال بالإسبوع الثقافي في الجامعة الإهلية في منتصف التسيعنات والنشاط الطلابي متظ بالطلاب فكانت من اروع الحفالات انذاك ......
عندما نتحدث عن زيدان فنحن نتعامل مع شخصية إستثنائية أعطت للفن السوداني كل حياتها ، فما من شخص من الفنانين طرق بابه وإلا كان مفتوحاً له ، مقدماً يد العون والمساعد في تجلي يعكس فهمه ووعيه لرسالته كفنان يساهم بأضعف الإيمان في تقديم كل ما يفيد الأغنية السودانية وتطورها وفي ذلك كانت تجربته الغنائية هادية لمجموعة كبيرة من الفنانين الشباب في بدايات مسيرتهم الغنائية وأصبحوا يؤدون أغانيه الخالدة والمحفورة في ذاكرتنا والتي لا تمحيها حتى الرياح العاتيه، هذا الوعي ليس غريباً على شخصيته الفنية المرهفة جداً والتي يحسها كل من يستمع إلى أغانيه بصوته الرائعة الذي يتغلغل في إحساس الإنسان السوداني لينتج هذا التصالح الرهيب مع الذات المبدعة والمتألقه دائماً حقاً رحل زيدان إبراهيم .
نم قرير العين يا عندليب ، فدعوات أهل السودان في الداخل والمهجر مستجابة بإذنه تعالي ، فلك الجنة بإذن الله .
كلمات اغنية فراش القاش
مين علمك يا فراش تعبد عيون القاش؟
الخضرة في الضفة وهمس النسيم الماش؟
مين علمك يا فراش مين علمك يا فراش؟
على حمرة الوردة وحب الندى الرقاش
باسن وما عارف انو الزمن غشاش
وبالله ليه يا فراش خلاك وراح القاش؟؟
خلاك وراح القاش
القاش وشمس الصيف والقيف يعاين القيف
و الدمعة في الرملة ما بتحكي شوقك كيف
وبالله يا فراش خلاك وراح القاش؟؟
خلااااااااااك وراح القاش
باكر بعود القاش ترجع عيونو حنان
و تطير تداعب الموج بجناح نسيم ريان
لكن بعود لي لوجاب حبيبي زمان
ما اظن اعود يا فراش لزول نساني وخان
مين علمك يا فراش تعبد عيون القاش؟
الخضرة في الضفة وهمس النسيم الماش؟
مين علمك يا فراش مين علمك يا فراش؟
على حمرة الوردة وحب الندى الرقاش
باسن وما عارف انو الزمن غشاش
وبالله ليه يا فراش خلاك وراح القاش؟؟
خلاك وراح القاش
القاش وشمس الصيف والقيف يعاين القيف
و الدمعة في الرملة ما بتحكي شوقك كيف
وبالله يا فراش خلاك وراح القاش؟؟
خلااااااااااك وراح القاش
باكر بعود القاش ترجع عيونو حنان
و تطير تداعب الموج بجناح نسيم ريان
لكن بعود لي لوجاب حبيبي زمان
ما اظن اعود يا فراش لزول نساني وخان
No comments:
Post a Comment