علم السودان الحالي أُعتمد في 20 مايو 1970 ويحتوي على ثلاثة ألوان أفقية هي الأحمر فالأبيض والأسود مع مثلث أخضر على اليسار. وذلك بعد أن قررت حكومة الرئيس جعفر نميري اختيار علم b جديد من خلال مسابقة عامة مفتوحة للجمهور شارك فيها فنانون تشكيليون ووزراء ومواطنون عاديون، وفاز التصميم الذي قدمه الفنان عبد الرحمن أحمد الجعلي، من ضمن 72 نموذجاً تأهلت للفرز الأخير من قبل لجنة شُكِلت خصيصاً لهذا الغرض، ونال التصميم الفائز مبلغ عشرة جنيهات سودانية كجائزة. [1] ويتكون نموذج الجعلي من ثلاثة مستطيلات: أعلاها أحمر اللون، يليه مستطيل أبيض اللون وثالث لونه أسود. ويتساوى المستطيلان الأول والثالث في طولهما. وأما المستطيل الوسط الأبيض اللون، فهو أقصر بُعداً، لأن هناك مثلث أخضر يتلاقى ضلعاه الأعلى والأسفل في نقطة تتوسط نهاية الثلث الأول للمستطيل الأبيض. وأما الضلع الثالث للمثلث والذي يشكل قاعدة المثلث فهو ضلع قائم ويتوازى مع خط السارية.
مصمم علم السودان الحالي عبد الرحمن أحمد الجعلي، تخرج عام 1970م، في كلية الفنون الجميلة والتطبيقة بالخرطوم، قسم الجرافيك، والحاصل على درجة الماجستير في تصميم المعارض، وعمل بوزارة الإعلام السودانية، وكان أول مدير لمعرض الخرطوم الدولي عام 1976م.[2]
وقد رُفع هذا العلم لأول مرة في 20 مايو / أيار 1970م، إبّان احتفالات الذكرى السنوية الثانية لثورة مايو التي جاءت بجعفر محمد نميري إلى سدة الحكم
تم تفسير الألوان الأربعة للعلم على النحو التالي: اللون الأحمر ويرمز لدماء شهداء الوطن ابتداء من واقعة أم درمان المعروفة في السودان بمعركة كرري التي أدت إلى انتهاء حكم المهدية الوطني في السودان واستشهد فيها حوالي 50 ألف مجاهد يضاف اليهم شهداء مقاومة الاستعمار وشهداء القوات المسلحة. وأما اللون الأبيض فهو رمز نقاء السريرة ونبل الطباع والسجايا الصافية والوفاء، وهو أيضاً لون السلام والوئام، واللون الأسود هو اللون الذي اشتق منه اسم بلاد السودان ويجسد الشجاعة والاعتزاز بالوطن والتراث ويرمز أيضاً للانتماء إلى القارة السمراء. ويجسد اللون الأخضر نماء البلاد وثرواتها الطبيعة التي تجعل منها سلة غذاء عالمية. وتشكل الألوان الأربعة الوان اعلام الثورة المهدية التي يفتخر بها السودانيين باعتبارها أول دولة سودانية مستقلة بعد الاستعمار العثماني (التركية السابقة كما يعرف في السودان). كذلك كان اللون الأبيض هو لون جمعية اللواء الأبيض السودانية وهي حركة وطنية وقفت ضد الاستعمار البريطاني وكانت تنادي بوحدة وادي النيل. أي وحدة مصر والسودان. [3]، ولعل أول ملاحظة على علم السودان الحالي هو انه ورغم الدلالات الوطنية التي أعطيت لألوانه الأربعة فهو يتبع الإتجاه العام لرموز القومية العربية والتي تبنت علم الشريف حسين بن علي شريف مكة، بألوانه الأربعة: الأحمر والأسود والأخضر والأبيض كعلم لها بعد أن جمعت راية الدولة العباسية الأسود اللون والأموية البيضاء وراية الهاشميين الحمراء وعلم الدولة الفاطمية الأخضر اللون. وهي أيضاً الوان رايات النبي محمد (ص) منفصلة وقد قال الشاعر العربي صفي الدين الحلي في قصيدته " سلي الرماح العوالي" :
إنــا لـقوم إبـت أخـلاقنا شـرفاً
أن نـبتدي بـالأذى مـن ليس يؤذينا
بـيـض صـنائعنا، سـود وقـائعنا
خـضر مـرابعنا، حـمر مواضينا
وبذلك يشبه علم السودان أعلام كل من مصر والعراق واليمن وسورية والأردن وفلسطين ودولة الإمارات العربية المتحدة وليبيا (علم الاستقلال)، إلا أن هذه الألوان موجودة أيضاً في أعلام دول أفريقية مثل مالاوي وكينيا ودولة جنوب السودان (العلمان الأخيران متشابهان تقريباً)، أو إعلام دول آسيوية مثل أفغانستان.
قانون العلم
صدر في عام 1993 م قانون العلم الوطني والذي حل محل قانون 1976 ويتضمن الأول مواصفات العلم ومقاساته والأغراض التي يستعمل لها، وأماكن رفعه، والأوقات التي يرفع فيها، وطريقة الرفع ووضعه في المواكب أو المسيرات، والمناسبات التي يرفع فيها والعقوبات التي تفرض على اتلافه والمحكمة المختصة بالنظر في المخالفات المتصلة به، وغيرها من الأمور الأخرى.
وحسب القانون فإن العلم مستطيل الشكل بحيث يكون عرضه نصف طوله ويتكون من ثلاث مستطيلات أفقية متساوية، وينتهى من الجهة المحازية للسارية بمثلث أخضر اللون متساوى الضلعين ويشكل عرض العلم طول قاعدته ويبلغ ارتفاعه العمودى ثلث طول العلم، وتكون ألوان المستطيلات مـن أعلى إلى اسفل، أحمر، أبيض وأسود على التوالى. وعند وضع العلم أفقياً على أى جسم ثابت يكون المثلث الأخضر على الجهة اليسرى للمشاهد، عند وضعه رأسياً يكون المثلث الأخضر في الأعلى ليصبح اللون الأحمر على يمين المشاهد. ويضاف شعار الجمهورية باللون الذهبي، بالنسبة للعلم الرئاسي.
أما فيما يتعلق بمقاسات العلم، فقد نص القانون على المقاسات التالية:
14 قدم × 4.5 قدم، ويستعمل أثناء الاحتفالات التي تقام بالقصر الجمهورى،
9 قدم × 4.5 قدم، ويرفع على السارية العليا بالقصر الجمهورى،
6 قدم × 3 قدم، ويرفع في دواوين الدولة والسفارات والمفوضيات والقنصليات السودانية بالخارج،
3 قدم × 1.5 قدم، ويرفع على البواخر السودانية كما يرفع على مقدمة البواخر الأجنبية عند دخولها المياه الإقليمية السودانية،
12 بوصة × 6 بوصة، ويرفع على عربة كل من رئيس الجمهورية وولاة الولايات وممثلو جمهوية السودان بالخارج،
24 بوصة × 12 بوصة، ويرفع على الطائرات السودانية،
20 بوصه × 10 بوصه، ويرفع على المنصة عند تفتيش طابور الشرف،
ووفقاً للقانون يُرفع العلم أثناء النهار من شروق الشمس إلى غروبها، ويجوز أن يرفع في المساء في الأعياد الرسمية والمناسبات القومية الخاصة، ولا يجوز أن يرفع أى علم آخر في سارية واحدة معه أو إلى مستوى أعلى منه. كما لا يجوز أن يرفع أى علم آخر من الناحية اليمنى له. وأن يقف كل من يكون حاضراً عند رفعه أو انزاله، وهو متجه نحوه حتى تتم عملية الرفع أو الإنزال، في حين يجب على كل من يرتدى زياً رسمياً في تلك الأثناء أن يؤدي له التحية العسكرية عند الرفع أو الإنزال.
ويحظر القانون إتلاف العلم أو اهانته في أى مكان عام بقصد اثارة الكراهية ضد سلطة الدولة، وفي حالة حدوث ذلك تصل العقوبة إلى السجن مدة لا تزيد عن سنة أو بالغرامة أو بالعقوبتين معاً. ويختص قاضي المحكمة الجنائية الأولى بالنظر في مثل هذه المخالفات.
No comments:
Post a Comment