شَنْدِي مدينة تقع في ولاية نهر النيل بالسودان علي ارتفاع 360 متر(1181 قدم) فوق سطح البحر، وتبعد عن العاصمة الخرطوم بحوالي 150 كيلومتر (93 ميل) في اتجاه الشمال الشرقي، و45 كيلومتر (27.9 ميلاً) من موقع آثار مروي القديمة. وتعتبر واحدة من أهم المدن الواقعة في شمال السودان من حيث موقعها الرابط بين شمال وشمال شرق السودان بالعاصمة في وسط السودان، وقربها من التجمعات الحضرية في شمال وشمال شرق السودان، ومن حيث تاريخها التجاري والسياسي القديم والمعاصر.
*سبب التسمية* ✍
اختلفت الروايات والتفسيرات حول معنى اللفظ شَنْدِي وسبب تسمية المدينة به، ويذهب بعضها إلى أن أصل الكلمة نوبي بمعنى البيع نقداً، بدليل أن موقع المدينة كان إبّان عهد الممالك المسيحية في السودان في القرن السادس الميلادي وما بعده يشكل سوقاً كبيرةللنخاسة يتم التبادل التجاري فيها نقداً، لكن المرجح ان التسمية كانت تستخدم لهذا الموقع منذ مملكة مروي، فقد كانت شندى كتجمع بشري معروفة وقائمة قبل قيام الممالك المسيحية في السودان، والتساؤل يدور أيضاُ حول كنه اللغة النوبية القديمة التي اشتق منها، كما أنه لا يوجد أي دليل على أن سوق شندي القديمة كانت مقتصرة على تجارة النخاسة، وهل كانت تلك التجارة تتم بالنقود أم بالمقايضة.
ووفقاً لرواية أخرى تذهب المذهب نفسه فإن كلمة شندى كلمة نوبية قديمة تم تحريفها وتعنى «الشفة» وذلك لوقوعها في انحناءة نهر النيل التي أشبه ما تكون بشكل شفاه. لكن شكل انحناءة النيل بالمنطقة لا يمكن مشاهدته إلا من خلال التصوير الجوي والذي لم يكن ممكناً عند نشأة المدينة.
ومن التفسيرات الأخرى لمعنى اللفظ هو أنه كان يعني باللغة المروية «الكبش»، لأن المكان كان يشكل مرتعاً للخراف التي كان يجري تقديسها في مملكة مروي، وهو ما يظهر بوضوح في آثار التماثيل الموجودة داخل قاعة الخراف بمدخل قصر النقعة ومنطقة البجراوية، لكن المشكلة هنا تكمن في أن حروف الكتابة المروية لم يتم فك طلاسمها حتى الآن حتى يمكن التحقق من صحة هذا التفسير، وربما كان ذلك سبباً في أن ينسب البعض الاسم إلى لغة الداجو التي تستخدم نفس اللفظ للخراف، جازماً بأن قبيلة الداجو استوطنت المنطقة قبل خروجها منها متوجهة إلى كردفان ودارفور في وجه الغزو الحبشي لمروي بقيادة عيزانا ملك اكسوم. ويكون الاسم حسب رواية أخرى مغايرة مشتقاً من لفظ «شآندءا»، وهو الشتاء الطويل بلغة البجة التي كانت تستوطن المنطقة في قديم الزمان. هذه تفسيرات كلها تحتاج إلى أدلة.
وبالرجوع إلى المصادر الفرعونية المصرية القديمة (الهيروغليفية)، يتضح بأن قدماء المصريين كانوا يطلقون اسم «شَنَدْ» على شجر السُنط، ومعروف أن منطقة شندي يكثر بها هذا النوع من الشجر.
No comments:
Post a Comment