🔺يا مسافر وناسي هواك🔺
تلقي اتصالا مفاده فقدان اسرة كاملة في طريق الشمال.....
سرعة التحرك تحسم امورا كثيرا وتقطع افكارا قد تكون مضللة
تحركت مركبات الشرطة بكل عتادها ومؤنها وسلاحها بصحبة قاص الأثر (القصاص) و خبير (دليل) من المنطقة وطبيب متخصص في مثل هكذا حالة
افكاره كانت واضحة حيث حسب الزمن مع كمية المياه فكانت النتيجة ان الاسرة علي قيد الحياة مالم تتاخر القوة
ذلك يعني سرعة الحركة ودقة الانتشار لان الزمن عنده تحسب بكمية المياه والاسرة معها من الاطفال اربعة
فقوة تحمل الطفل للعطش تحسب بساعات قليلة فلا وقت يجب ان يضيع من الشرطة
في النهار يكون انتشار القوة محدودا لسهولة الرؤيا اما ليلا فالانتشار الواسع علي كل المحاور لانعدام الرؤيا وخاصة انها ليالي ظلماء انعدم فيها القمر ،
فاليالي القمرية تساعد بعض الشى
مع انتشار القوة انتشرت الزاوحف بحثا عن الطعام والمياه وخاصة تلك الافاعي المجلجلة اللعينة فحيحها يملاء الصحراء .....
الانتظار ولو للحظات يعرض حياة الاطفال للخطر يعرضهم حتما للموت او الموت هو النتيجة الراجحة في مثل تلك الظروف ....
في الرئاسة كان الاستعداد التام ووضع مزيدا من القوات للمساعدة ان دعي الامر
والقائد في انتظار وصول الاسرة سليمة لايرضي بغير ذلك فجلس ليل نهار في مكتبه والقلق باد عليه .....
في اليوم الثاني كان التقدم سريعا فوصلت القوة الي قلب الصحراء
وقاص الاثر وجد الضني والتعب والرهق فقط لان الرياح الرملية لم تتوقف لحظة طمست كل معلم واثر .....
الخبير كان اعتماده علي النجوم حتي تلك التخوم ولكن مابعدها لا علم له بها والله فوق كل ذي علم عليم.....
في اليوم الثالث رات القوة غربان تحلق في السماء علي مسافة بعيدة منهم تخال تلك الغربان عصافير لبعد المسافة طولا لا علوا
ايقنت القوة ان الاسرة قد فنيت عن بكرة ابيها وتلك الغربان الحمقاء تحوم حول جثامينهم الطاهرة ...
وصلت القوة مكان تجمع الغربان وجدت جيفة جمل اصهب حديث النفوق
وجد قاص الاثر اثار اقدام واثار سيارة كانت تئن تحت الرمال ...
جد القوم في طلب الاسرة والامل يحدوهم...
بعد مسير يوم كامل توقفت القوة لتنظيم صفوفها فكان ذاك يومها الرابع .....
قال الطبيب ان الاسرة من المستحيل ان تكون علي قيد الحياة بعد اربعة ايام من انعدام الماء والزاد .....
في الليلة السادسة وجدت القوة السيارة تحت تلال من الرمال وجثمان والاب ملقي خارج السيارة وجثمان الام امام السيارة حولها الغربان و وجدوا الاطفال داخل السيارة لكن الطبيب بعد اجراء الفحص بشر القوم بانهم علي قيد الحياة
قام الطبيب باسعاف الاطفال- الابن واخواته الثلاث -
في العودة كانت القوة متضاربة المشاعر حزن من موت الوالدين وفرح بحياة الاطفال فحكي الابن ان والديه تركا لهم المياه ولم يرتشفا كاسا واحدا من المياه ماتا وهما ينظران للمياه وللاطفالهما
حبذا الموت بشجاعة عطشا لينجوا اطفالهما .....
ضحية بلا حدود ...كانت حياتهما مقابل حياة اطفالهم ...
هكذا سطرا قصة خالدة علي مر الزمان تروبها الليالي دموع الاسي نحيب الفضاء مزق سمع الزمان
رحمهما الله رحمة واسعة
(من دفتر ضابط جنايات
في 1996)
والله المستعان
عبدالشكور حسن احمد
No comments:
Post a Comment